الأحد، 20 مارس 2011

مجرم في بلاد الواع الواع

يحكى أنه، في سالف العصر والزمان، كانت هنالك قوانين تسري على البشر في بلاد الواع واع... أما وقد تحولت بلادهم إلى غاب... فقد ذهبت كلها مع النسيان.... وما عاد يحكم البلاد وشعبها إلى قانون واحد: "قانون الحدق" ! 

يعني زمان كان ممكن تنعدم أو أقله تنحبس إذا بتقتل حدا. اليوم ممكن تقتل وتطلع منها ببساطة. كيف؟
"خدمة الجريمة المجانية" بتقلك كيف:

أولاً، اختار "ضحية". ممكن تبلش بالحرامية وولاد الكلب، بنظرك، اللي منغصين على العالم طمأنينته، وممكن برضو يكون أي حدا معصبنك أو ببساطة، هيك، مش جاي على مزاجك (على اعتبار انو ما حدا اخو مزاجك!).

ثانياً، ما في حاجة تتسلل بالليل ولا تتعمشق بنايات. وقت اللي بكون عندك فراغ شوف "الضحية" وين بتكون واقتلها بالطريقة اللي بتريحك: طخ، ذبح، خنق، دهس. حسب الأدوات المساعدة المتوفرة معاك واللي بجي على بالك هديك الساعة.

ثالثاً، في حالة صارت وانعرف انك القاتل، ما تقلق. بسيطة. حضر ادعاءات دفاع، واهم من هيك تصريحات للصحافة.  مش بالضرورة الادعاءات تكون مبنية على القانون أو حتى على المنطق، ومش بالضرورة "الجريمة" تكون دفاع عن النفس (زي بالأفلام المصري) أو جنون مؤقت (زي بالأفلام الإسرائيلي). يعني بكفي تقول، متلاً، انو مرق من جنب مزرعتك بالليل وشكيت (كيف وليش، مش مهم) انو بدو يسرقها...أو انو ما كان يسدد فواتير البلدية... أو انو كان يصف سيارته بالمحل اللي كل سكان الحي دون استثناء بعرفوا انو محل صفتك !

رابعاً، إذا ما لقيت ادعاءات، غالباً في حالة كنت قاتله للحدا هيك لانو مش عاجبك، ما تنضغط. بسيطة. إركن على الشرطة، بتلاقيلو صرفة. اذا ما لقيلتلو، توجه للنيابة وفهمها انو هالحدا ما بستاهل مشقتها وانو كان يتستر على مؤامرة ضد أمن الدولة أو انو ملفه الجنائي كان حافل بسرقة العلكة من "المستر- زول" وتقليع الورد من دوار التلة الفرنسية. اذا النيابة ما اقتنعت، توجه لعضو الكنيست دافيد روتم وبسرور رح يبادر لاقتراح قانون يطلعك منها، ولجنة الكنيست، نظراً لاستثنائية حالتك، بسرور رح توافق على إعفاء الاقتراح من الإجراءات الروتينية وتمشيه بالمسار المكوكي، والكنيست طبعاً بسرور رح تصادق عليه ويصير قانون ساري المفعول عليك وعلى غيرك!

خامساً، منقدر نقول مبروك، ونهنيك ونهني كل اللي بحبوك. طلعت براءة!

خدمتنا توفر لك خطة مجربة، مش مرة ومش مرتين، ومضمونة النجاح 100%. مرنة من حيث الشخوص والنفوس الفاعلة، وتلائم تشكيلة واسعة من الظروف والمناسبات، وغير مشروطة إلا بشرطين زغار زغار من السهل (اكتر مما تتصور) استيفائهم، وهما:  
  1. أن تتم "الجريمة" في بلاد الواع واع
  2. أن تكون الضحية "عربوشة" الاثنية واللسان
لا ينصح باستعمال هذه الخطة بأي حال من الأحوال اذا كان اللي في بالك يهودي،،، واعتبر هذا تنويه رسمي يسقط عنا أي مسؤولية قانونية في حال قمت بأي عمل سخيف من هالنوع بالمستقبل،،،،،،،،،،،،،،،،،، خاصة انو ما في حاجة يا حدق – بهالوتيرة، اليهود اللي بهالبلد هيك هيك حياكلوا بعض في نهاية المطاف !


"اريتس اوخلت يوشفيه | أرض تاكل أبنائها"
(التناخ، مدبار ي"ج، ل"ب)   



هوامش:
الواع الواع على وزن الواق واق، وبلاد الواق واق هي مجموعة من الجزر، تحدد أغلب الكتب موقعها في بحر الصين أو بحر الهند، تم ذكرها في كتب التراث العربية القديمة لكن ليس هناك دليل على اذا ما كانت خياليلة أم حقيقية (... وبلاد الواع واع كذلك صعب مرات تحدد اذا ما كانت خيالية أم حقيقية!). 






ليست هناك تعليقات: