مدووشيستٌ حقاً !

بتيجي فترات على الانسان ببطل عارف كيف بدو يعرف حاله من كثرة التعريفات والتسميات والتصنيفات اللي صارت موجودة بحياتنا. كل واحد بدعم قضية معينة الو تعريف معين وكل واحد ضدها الو تعريف عكسي معين برضو، ولو ال"لا" هي اللي بتفرق بين التعريفين كان أهون شوي، بس لأ، القصة صارت أعوص من هيك!

كل شي عم ينقص بالحياة الا هالتعريفات اللي كرمالها ما بتزيد، ولو منعملها مجمع كان منحل مشكلة آلاف من الأزواج الشابة. جد شغلة بتتعب. شو حاجتنا بكل هالتعريفات وتصنيفاتها الفرعيه والمركزية والهامشية واللي كتير واللي شوي واللي نص نص!  وهل كمية التعريفات هاي تضخمت هلقد مع الوقت عشان تعكس الواقع اللي احنا عايشين فيه بطريقة معقدة اكتر ؟؟ ولا تضخمها هو اللي خلى الواقع يبين معقد هلقد ؟؟

اذا اخدنا بعين الاعتبار انو كان قبلنا كتير بشر على الكرة الأرضية (وما زال) ما عرفوا أصلا شو يعني "شوفنيست" ولا "فمنيست"، وما عرفوا الكمبيوتر ولا حتى سخان المي، فالظاهر الامكانية التانية هي الصحيحة. واذا افترضنا انها بالفعل هي الصحيحة، فشو الهدف من تعقيد حياتنا، اكتر ما هي معقدة، بفرض هالتعريفات علينا وارغامنا احيانا انا نستعملها  واحنا مش بالضرورة بدنا نحط حالنا بهاد القالب او غيره، مع العلم انو كتير مرات اذا رفضنا رح نتهم بعدم الموقف وبالقليل بالجبن !

يعني،

اذا انت ضد الحروب، لازم تكون باسفيست

اذا بتحب بلدك الاصلية او اللي انولدت فيها، لازم تكون ناشونليست

اذا انت مع الحريات، فانت ليبراليست

اذا حقوق العمال اكتر موضوع بقلق منامك، فانت بالضرورة كومونيست

اذا فكر ماركس بمثل ايديال الحياة بنظرك، فانت ماركسيست

واذا لنين زابط معك اكتر، معناه لنينيست

اذا الله تكرم عليك بموهبة او شوية ابداع، فانت عالآخر اكسترا-اوردنريست

اذا عندك شكوك بالناس وهلوسات، مرئية او مسموعة، عالدكتور، شكلك سخزفرنيست

واذا اندوشت، فغالباً مدووشيست !

...واذا حقاً امتلأت بكل أسباب الدوشة، فبكفي تكون "انساني" عشان تحب بلدك وأهل بلدك وتكون ضد الحرب وين ما كانت، وضد الاحتلال ( ان كنت فلسطيني او تشيلياني)، وضد القمع الديني، وضد التطرف الديني، وضد تعنيف النساء، وضد اضطهاد العمال وضد.. وضد... وضد كل اشي مش انساني !

باقي التعريفات اتركها للي بحاجة يسمي حاله باسفيست عشان يحس قديش هو انساني – او رأسمالي عشان ما يحس شو بعمل بالبشر !   

    

يا ريت !