الجمعة، 14 يناير 2011

هذا إنفلات عاطفي مش أمني !

ثورة الشوارع اللي صارت بتونس من نوع الاحداث اللي قد ما هي جامدة بتتخيل العالم كله، من بيت أمر لواشنطن، ترك كل شغله وسهراته ومئاتمه وعبثيته ولا مبالاته ومعندوش موضوع غير هاد الموضوع... وبتنعجق عجقة لدرجة انو ما بتتوقعها تفتح الراديو وتلاقي دريد زرقاوي بستقبل اتصالات المستمعين وبعدو بجاوب عن مدى التوافق العاطفي بين مواليد برج القوس ومواليد برج العذراء (!!)، وقد ما بفوت الواحد منا باوفوريا من هالحدث الهائل، بالذات بعد ما أعلن عن فض الحكومة، بصير بدو يربط حاله بالقصة كيف ما اجت وممكن حتى يقنع حاله انو ياما كان متعاطف بشكل خاص مع تونس ومع شعب تونس (...ومن يوم يومه بموت على لطيفة التونسية) وانو اللي صار بس بثبت صحة شعوره !.  
اذا افترضنا انو مش بس احنا فايتين باوفوريا من هالانجاز اللي حققه الشعب التونسي وانما كذلك أغلبية العرب، وين ما كانوا، شو تفسير انو هالأحداث ما صارت ببلاد تانية حتى اللحظة ؟!. وشو بمنع أي شعب عربي تاني مع كل الطاقات والامكانيات والغضب والقرف اللي عايشه انو يطلع على الشوارع ويتمرد ويسقط الحكومات اللي عم تمص دمه يومية؟؟ او على الأقل يجبرها تغير النظام وتستوعب انها مهما طغت "ما حدا شرعي غير الشعب وغيره ما في شرعية" ؟؟.
والجواب، بعد تصنيف المعطيات وتحليلها (... كله نظرياً)، مكون من شطرين (... وممكن سطرين):
الأول انو الانسان، شكله، كائن جبان. حتى اللي مفكر حاله متمرد بالسليقة، على قد ما بكره النظام وبطشه وعنجهيته واستخفافه بالمواطنين، النظام بعطيه شعور بالأمان وانو في حدا ماسك الأمور من فوق، ووقت الجد مستعد حتى يبوس مؤخرتها للبيروقراطية ولا انو يصحى تاني يوم وما يلاقي حدا يمشيلوا طلبه بوزارة الداخلية او بدائرة السير.
أما التاني، فرغم انو ممكن تصنيف غالبية المواطنين العرب بفئة "فرقة النقيقة" على أساس كل نهارهم يتذمروا ويشكوا من النظام (بغض النظر انهم على الأغلب بكونوا على حق)، بالظروف العادية ما في امكانية انو المواطن البسيط يعرف نسبة "النقيقة" من كافة السكان، ولازم يصير حدث خارج عن العادي والمألوف عشان يتأكد انو في كتير ناس زيه معترة ومشحرة.
بالنتيجة، لما يصير في كتلة ( "mass" ) كافية من البشر ثائرة والها حضور، مرئي او ملموس، ممكن دائرة الصمت اللي بتكون لافة على خناقهم للمواطنين تخترق ويقع الانفجار المنشود (ترا تره ترا،،، يسمع صوت قرع الطبول).. بحيث انه حتى في حال عدم النظام حل محل النظام، المواطن اللي كان سراً متمرد، ممكن يعلن تمرده بعد ما يعرف انو "الو ظهر" ويصير مستعد يتعايش مع عدم النظام، لو لفترة معينة من الزمن، بعد ما يعرف انو في كم من الناس ورا عدم النظام هاد، وبمعنى او بآخر، بتتحكم فيه......... ويا محلا الانفلات الأمني ساعتها !

أمنيتي لكل مواطن عربي، بنهاية هالتحليل "الفلسفنفسي" وبوحي الثورة الخضراء، انو يعيش هالكثرزيس لو لمرة واحدة بحياته – وبعدها على الدنيا السلام... لو بتنهد الدنيا والعمارة والسفارة والنظام وابوه للنظام، اذا كان هذا انفلات أمني فآتوني بمثله !

         
هوامش:
معنى كثرزيس حسب عربيات غوغل "تطهير عاطفي"، وحسب عربياتي "انفلات عاطفي"، والأزبط ربما "تنفيس اخو فلاته" !




"تونس" يا مصر زينا ..
كان عندهم ما عندنا ..
الدم هو دمنا ..
والهم من لون همنا ..
تمسك ودانك من قفاك..

.تمسك ودانك من هنا ..
الخالق الناطق هناك ..
الناطق الخالق هنا ..

نفس البلاوي ع الغلابة متلتلة ..
من فقر شوف وهم خوف نازل بلا ..

اللي حصل فيهم هناك ..
لااااااازم حيحصل عندنا ..


- لم يتم -
(أحمد فؤاذ نجم: بتصرف)



وأخيراً يا زين العابدين - فتح وردك عالطلب !

هناك 3 تعليقات:

Bernard يقول...

1st.....hehehe

كفاح يقول...

D:

& ... what next ??

هرطقات يقول...

وانا أدور على نصوص أاسامه غريب الجديدة، اكتشفت صدفة انو كمان هو وكمان باولو كويلو كانوا منتبهين لقصة "الماسه" او الكتلة الحاسمة زي ما بسموها بالفيزياء:
http://dostor.org/authors/11/598/10/december/9/32995