الخميس، 13 يناير 2011

"C'est la vie" ؟!


رغم اني 300 يوم بالسنة بشعر حالي جزء لا يتجزأ من البشرية وبتخيل حالي منسجمة مع الكون كله، مش بس اللي بالكرة الأرضية انما اللي بدرب التبانة وما بعدها من المجرات عامة، الا انو في 65 يوم (دون التدقيق بالأرقام) بتتقمصني فيهم شخصية الرحالة الصغير، وبيتي بصير هو هو الكوكب "ب612"، وبعتكف فيه لمدة من الزمن،،، لتنو يجي على بالي احكي تركي،،، بس بتذكر اني بعرفش احكي تركي، فبجي على بالي اكون في تركيا بمدينة مش سياحية بالمرة وادعي انو اسمي اوزدمير واخترع قصة ملودرامية، غاية في المبالغة، لمسلسل حياتي،،، والاتراك يسمعوا هالحكي ويصدقوا،،،



الظاهر اني بحبش هداوة البال حتى أكتر الشخصيات اللي بتمغنطني هي اللي بحسها لغز لازم ابذل جهد عشان افكه وافهمه، زي الكاتب "المش معروف" البير قصيري واللي حول الكسل لاسلوب حياة لدرجة اطلق عليه اسم "فيلسوف الكسل": على قد ما كان كسول ما اشتغل ولا مرة بحياته، وكان عايش بغرفة اوتيل في باريس. ما بيعمل اشي، بكل معنى الكلمة، الا انو كان يكتب وعايش من وعلى كتاباته. قديش كنت بتمنى اعيش حياتي زيه (بشرط تكون الغرفة بشي عاصمة نائية ببلاد ما بعرف فيها الا الله - مش في باريس) الا انو اكتر اشي بخليني افكر فيه هو كيف كان يقدر يحافظ على استدامة حالة الكسل، ويحافظ على موهبته فيها، بدون ما تنزلق لحالة ملل،،، وشتان ما بين الأمران: الكسل ممكن بلحظة يتحول لملل ولكن في حين انو الكسل نعمة من الله، الملل لعنة خاصة انو بشل اي قدرة على الانتاج، وكم بالحري الابداع، حتى لو الواحد بكذب على غيره، وبالاساس على حاله، وبروح كل يوم على شغله وبقوم بكل واجباته، العائلية، والاجتماعية والمدنية، على أحسن وجه وما بنسى ابداً يرسم ابتسامة على وجهه- اللي بعرفه منيح بعرف انها اذا دلت على شيء فهي بتدل على لا شيء إطلاقاً  (ولو انه سيارة، وفمه الغير، فهالابتسامة هي مكسيموم وضع النيوترال!). 
      
ومع اني عم بعاني من حالة ملل مستشرية من كم اسبوع، ما بلحق افكرها خلصت ولا هي راجعة ومستشرسة اكتر، عم بكتب لضرورة الكتابة والحاحها أزاء حالة الملل اللي كأنها طابة بالعالم كله،،، عالاقل العالم اللي بعرفه،،، عالأقل هيك شعوري،، وممكن هو مجرد شعور عندي وليس بواقع. ممكن. بالحالتين قررت اعذر حالي عن عدم الابداع اللي ممكن يطغى على هالكلام وانزل عند رغبتي بالكتابة لمجرد اني احس اني عملت اشي حتى لو هالاشي زغير من النوع اللي ما بنذكر واللي وسائل الاعلام بتختار تجاهله وما بنتشر حتى بشي جريدة نكرة بزاوية رسائل القراء اللي ما بقراها عادة غير اللي بكتبوها (خاصة انو عالاغلب عالأغلب بكون اللي بكتبها محرر الجريدة نفسه!).

للدخول بصلب الموضوع، اذا ما اعتبرناه موضوع واله صلب كمان، شعوري بقول انو بتيجي فترات على هالكون بتتكون فيها حالة ملل عام بتجمع الناس – او بتفرقهم. على المستوى الشخصي، رغم اني 300 يوم بالسنة بشعر حالي جزء لا يتجزأ من البشرية وبتخيل حالي منسجمة مع الكون كله، مش بس اللي بالكرة الأرضية انما اللي بدرب التبانة وما بعدها من المجرات عامة، الا انو في 65 يوم (دون التدقيق بالأرقام) بتتقمصني فيهم شخصية الرحالة الصغير، وبيتي بصير هو هو الكوكب "ب612"، وبعتكف فيه لمدة من الزمن،،، لتنو يجي على بالي احكي تركي،،، بس بتذكر اني بعرفش احكي تركي، فبجي على بالي اكون في تركيا بمدينة مش سياحية بالمرة وادعي انو اسمي اوزدمير واخترع قصة ملودرامية، غاية في المبالغة، لمسلسل حياتي،،، والاتراك يسمعوا هالحكي ويصدقوا،،، بس بما اني بقدرش برضو اسافر على تركيا امتى ما عن على بالي بصفي بالنهاية عم بزور كواكب قريبة بنفس مجرتي (وتحديداً "زقاق الجفعاه")، ومع هيك كل طلعة من البيت بعتبرها مغامرة، مش بالضرورة منيحة او سيئة، بس مغامرة،،، وبغرض التغيير، كل انسان بقابله بعتبره عايش على كوكب تاني، وحتى اذا كنت قايمة بزيارته قبل هالمرة مليون مرة، بحاول احس انو كوكب غريب لازم اكتشفه من جديد وعالأقل اعيد النظر فيه وبكائناته البشرية وموارده الطبيعية وشروط المعيشة – أو التعايش معه،،، وهيك بتتحول المجرة، اللي انا عايشة فيها ومتعودة عليها ياما، الى نوع من انواع الثقوب السوداء ويعلن عنها، بيني وبين نفسي، كموقع تنقيب وحفر ونبش ودوشة راس بماهية الكواكب البشرية وأسباب دورانها بالطريقة اللي بتدور فيها.

وفي كل مرة بتضح، اول ما يتضح، انها مش مزحة وإنَا بالفعل زي الكواكب: منظل ندور بنفس المسار وبنفس الطريقة وما منحيد عنهم الهم الا بفعل انفجار او تصادم مع اجسام أخرى او بتدخل يد خفية ،،، المهم بفعل مش اعتيادي خارج عن سيطرتنا،،، ومع انا كتير مرات منكون نستنى هالانفجار ليصير، بل مستعدين نقوم حتى لصلاة الصبح - بس يصير، قليلة هي المرات اللي منفتعل فيها انفجارات بمبادرتنا او منختار مسار تاني عمداً ليكون في تصادم حتى ولو مش لهدف معين بل "هيك"،،، لمجرد التجربة.
اللي ما بتضح، بالمقابل، هو ليش كتار منا بشكوا من روتينة المسار بس بنفس الوقت بظلوا يدوروا ويلتوا ويعجنوا فيه ليخبصوا... انو اكيد ما حدا بحب يخبص بنفس الوحل لا 10 ولا 5 سنين الا اذا هيك بحس انو كل شي "تحت السيطرة" (...كأنو ممكن حدا يسيطر عالوحل) او انو قد ما بتعود على الوحلة بصير يفكر انو  "سي لاه في"  وبالحياة زي بالقرى غير المعترف فيها- فش شوارع مزفتة !

الكرة الارضية مستبعد تكون واعية لكونها بتدور حوالين حالها من يوم ما تكونت، بس شو معنا ؟؟!!

لليوم بضحك كل ما اتذكر موقف رائد اندوني لما الدكتور النفسي بسأله بفيلم " Fix Me " اذا هو بفوت بالملل ولا الملل بفوت فيه... بس على قد ما هو سريالي هالسؤال، لسبب ما، حاسه بهاللحظة انو أكتر سؤال واقعي ممكن أسأله لحالي (!!) ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

(بس بكرا لما اطلع من حالة الملل راح ارجع اضحك عليه)      




منذ طفولتي و " هم " عبثا يحاولون اقناعي
بأن عصفورا في اليد
خير من عشرة على الشجرة !..
ولم أصدق تلك الاكذوبة أبد !..
جلدوني بسياط الغضب الاجتماعي
وعلقوني على شجرة التشهير
وقالوا انني ساحرة من رعايا الشيطان
وانني مسكونة بالشر الغامض كعرافات دلفي
وانني لست طيبة كبقية الصغار
الذين صدقوا أن عصفورا في اليد
خير من عشرة على الشجرة !..
وأراحوا وأستراحوا ...
وكيف أصدق أيها الغريب
أن عصفورا في اليد
خير من عشرة على الشجرة
وأنا أعرف أن العصفور في اليد
هو امتلاك لحفنة رماد
والعصفور على الشجرة
نجمة فراشة
حلم بلا نهاية ...
العصفور على الشجرة
هو دعوة إلى مدن الدهشة والمفأجاة
ونداء للسباحة تحت شلال الجنون المضيء ...
والعصفور في اليد
قيلولة في مستنقع الرتابة
واقامة في مدينة المقبرة
وحوار رتيب كالشخير !..
لا تصدقوا أيها العشاق الصغار
الذين لم تتشوهوا بعد
لا تصدقوا أن عصفورا في اليد
خير من عشرة على الشجرة !
بملء حنجرة أعماقي أقول لكم :
عصفور على الشجرة
خير من عشرة في اليد

-لم يتم-
(غادة السمان)

ليست هناك تعليقات: